تشهد مصر في السنوات الأخيرة تطويرًا ملحوظًا في قطاع بناء السفن، وهو ما يظهر جليًا في أعمال ترسانة بورسعيد البحرية،حيث يواصل الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، متابعة سير العمل في مشاريع بناء السفن وعمليات الصيانة، مما يعكس التوجه نحو تعزيز القدرات الفنية والتكنولوجية في هذا المجال،ويُعتبر هذا التوجه انعكاسًا للجهود المستمرة لتطوير الصناعة البحرية المصرية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
إنجازات بناء السفن في بورسعيد
تمثل السفينة MSC RENAISSANCE واحدة من المشاريع البارزة التي تقوم بها ترسانة بورسعيد البحرية، حيث يتضمن العمل تصنيع مقدمة بصلية جديدة تتكون من أربع بلوكات بوزن إجمالي يبلغ 110 طن،هذا المشروع يُعد الأول من نوعه في ترسانة وطنية، حيث يتم العمل على إعداد تصميمات حديثة تأخذ في الاعتبار الاتجاهات العالمية في تقليل استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية،وقد تم وضع الجدول الزمني لإنهاء تركيب المقدمة البصلية الجديدة نهاية شهر ديسمبر الجاري.
التعاون الدولي في الصناعات البحرية
تأتي أعمال تطوير وصناعة السفن في بورسعيد نتيجة للتعاون المثمر بين ترسانة بورسعيد البحرية والخط الملاحي MSC، الذي يشمل القيام بأعمال العمرة لشتى السفن التابعة لهذا الخط،كما يُظهر التعاون بينها وبين ترسانة جوانزو الصينية، حيث تم توقيع عقد لبناء ثلاث قاطرات جديدة في ترسانة بورسعيد، مما يعزز من قدرة الترسانة ويشجع على توطين الصناعات البحرية في مصر.
استدامة الصناعات البحرية ومركز التدريب الفني
تُظهر ترسانة بورسعيد البحرية نشاطًا واضحًا في مجالات الصيانة والإصلاح، حيث يُستقبل الحوض العائم “فخر القناة” حاليًا سفينة MSC ROSSELLA III لأعمال العمرة،يأتي هذا ضمن استعدادات الهيئة لتعزيز كفاءة القطاع البحري والاستفادة من البنية التحتية المتاحة،كما يساهم مركز التدريب الفني التابع للهيئة في تأهيل الكوادر البشرية من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية تواكب احتياجات السوق البحرية.
ختامًا، تسعى مصر جاهدة إلى تطوير قطاعها البحري وجعله رافدًا للاقتصاد الوطني من خلال تمكين الصناعات الثقيلة وتعزيز التوجهات البيئية المستدامة،التقدم في ترسانة بورسعيد البحرية يمثل نموذجًا لجهود الدولة في الاستفادة من مواردها الطبيعية والبشرية على أكمل وجه، مما يساعد في خلق فرص عمل وتنمية المهارات داخل المجتمع.