تتباين الآراء حول دور السينما وتأثيرها على القيم المجتمعية، حيث تضاربت التصريحات عقب مناقشة الهادي الباجوري، المخرج المعروف، لمفهوم “السينما النظيفة”،وذلك في مقابل ردود الفعل التي أطلقها الشيخ خالد الجمل، الخطيب والداعية الإسلامي،يجسد هذا النقاش أهمية فهم طبيعة العلاقة بين الفن والأخلاق في المجتمع، وكيف يراها كل طرف على حدة،ما بين الدعوة للتفتح والحرية في التعبير الفني، وضرورة المحافظة على عادات المجتمع وثقافته، تتضح معالم الحاجة إلى حوار موضوعي حول هذه المواضيع،
خالد الجمل ينتقد رؤية الباجوري
استنكر الشيخ خالد الجمل، في تصريحات له، ما جاء على لسان هادي الباجوري حول فكرة أن القبلة في الأفلام ليست عيبًا، مشددًا على أهمية الأخلاق في الفن،وعبَّر الجمل عن قلقه من تزايد دعوات التفلت الأخلاقي، مؤكدًا أن الفهم السليم للسينما يجب أن يكون مرتبطًا بالقيم الإسلامية،وقال إن هذه القيم تشكل الأساس الذي يجب أن يعتمد عليه المجتمع، وأن السينما يجب أن تعكس هذه المبادئ بدلاً من ترويج السلوكيات المنحلة،
الفيلم والتعبير عن القيم الإنسانية
في المقابل، صرح هادي الباجوري بأن السينما تعكس الواقع وتعبّر عن المشاعر الإنسانية، مشيرًا إلى أهمية عدم فرض قيود أخلاقية قد تعيق الإبداع الفني،وفي رأيه، تعكس بعض المشاهد في الأفلام جزءًا أساسيًا من القصة والدراما، وليست بالضرورة خادشة للحياء كما يعتقد البعض،استنكر الباجوري انتقادات موجهة نحو صناع السينما، معتبرًا أن السينما ليست وسيلة لتعليم الأطفال بأن بعض الأمور تعبر عن العيب، بل هي جزء من الحياة الواقعية،
تعزيز القيم الدينية في الفن
أشار الشيخ خالد الجمل إلى أهمية توعية الشباب بشأن القيم الدينية والأخلاقية، مستشهدًا بمعاني من تاريخ الإسلام، وإلى ما قاله الرسول محمد عن الرجال الذين لا يغارون على أهلهم،ويعتبر الجمل أن مثل هذه السلوكيات غير مقبولة، ويجب أن يكون هناك وعي دائم بين الأجيال الجديدة لضمان تحقيق توازن بين الفنون ومعايير الأخلاق،وقد يكون من المثير للجدل أن يسعى البعض نحو التنوير في حين يرتبط سلوكهم بالنزعة نحو الإباحية، الأمر الذي يطرح المزيد من الأسئلة حول القيم التي يجب تعزيزها في العصر الحالي.
في الختام، يعكس النقاش الحالي حول السينما ودورها في المجتمع الصورة المعقدة للقيم والأخلاق،يجسد هذا الحوار حالة من التباين بين الرغبة في الإبداع الفني ومراعاة الأخلاق والدين،وأيًا كانت وجهات النظر المختلفة، تظل الحاجة للحوار المستنير قائمة، لما في ذلك من فوائد في تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، وضمان بناء مجتمع متوازن يحافظ على قيمه وأخلاقه،ضرورة الحوار المفتوح والمستمر تظهر بوضوح في سعي المجتمع لمواكبة قضايا الفن والحرية والتعبير.